الثلاثاء، 24 مارس 2020

كم أظهر العشق ..

كم أظهرَ العشقُ من سرٍ وكم كتَما ــــــ وكم أماتَ وأحيا قبلنا أُمَما

قالت غلبتُكَ يا هذا ، فقلتُ لها ــــــ لم تغلبيني ولكنْ زِدتِني كرما

بعضُ المعاركِ في خُسرانِها شرفٌ ـــــــ من عادَ مُنتَصراً من مثلها انهزما !

ما كنت أتركُ ثأري قطُّ قبلَهمْ ـــــــ لكنّهم دخلُوا من حُسنِهِم حَرَما

يقسو الحبيبانِ قدْرَ الحبِّ بينهما ــــــ حتى لَتَحْسَبُ بينَ العاشِقَيْنِ دما

ويرجعانِ إلى خمرٍ مُعَتقةٍ ــــــ من المحبةِ تَنفي الشكَّ والتُهَما

جديلةٌ طرفاها العاشقانِ فما ــــــ تراهُما افترقا .. إلا ليلتَحِما

في ضمةٍ تُرجعُ الدنيا لسنَّتِها ـــــــ كالبحرِ من بعدِ موسى عادَ والْتأَما

قد أصبحا الأصل مما يشبهان فَقُل ـــــــ هما كذلكَ حقاً ، لا كأنَّهُما

فكلُّ شيءٍ جميلٍ بتَّ تُبصِرُهُ ـــــــ أو كنتَ تسمعُ عنهُ قبلها، فَهُما

هذا الجمالُ الذي مهما قسا، رَحِما ـــــــ هذا الجمال الذي يستأنسُ الألما

دمي فداءٌ لطَيفٍ جادَ في حُلُمٍ ـــــــ بقُبْلَتَيْنِ فلا أعطى ولا حرَما

إنَّ الهوى لجديرٌ بالفداءِ وإن ـــــــ كان الحبيبُ خيالاً مرَّ أو حُلُما

أو صورةٌ صاغَها أجدادُنا القُدَما ــــــ بلا سَقامٍ فصاروا بالهوى سُقَماً

الخَصْرُ وهمٌ تكادُ العينُ تخطئُهُ ــــــــ وجوده بابُ شكٍ بعدما حُسِما

والشَّعرُ أطولُ مِن ليلي إذا هجرت ــــــــ والوجْهُ أجملُ من حظي إذا ابتسما

في حُسنها شبقٌ غضبانُ قَيَّدَهُ ـــــــ حياؤُها فإذا ما أفلتَ انتقما

أكرِمْ بهم ُعُصبةً هاموا بما وَهِمُوا ــــــ وأكرمُ الناسِ من يحيا بما وَهِما

والحبٌ طفلٌ متى تحكمْ عليهِ يَقُلْ ـــــــ ظلمتَنِي ومتى حكَّمْتَه ظلما

إن لم تُطِعْهُ بكى وإن أطعتَ بغى ـــــــ فلا يُريحُكَ محكوماً ولا حَكما

مُذ قلتُ دعْ ليَ روحي ظلَّ يطلُبُها ـــــــ فقلتُ هاكَ اسْتَلِمْ روحي، فما اسْتلما

وإنَّ بي وجَعاً شبهتُهُ بصدىً ـــــــ إنْ رنَّ رانَ ، وعشبٍ حينَ نمَّ نما

كأنني علَمٌ لا ريحَ تَنْشُرُهُ ـــــــ أو ريحُ أخبارِِ نصرٍ لم تَجِدْ عَلما

يا منْ حَسَدْتُم صبِياً بالهوى فَرِحاً ـــــــ رِفقاً به ، فَهُوَ مقتولٌ وما علما

تميم

البحث عن الذات ..


ريم بنا ..


                                                                                           

الجمعة، 13 مارس 2020

محمود درويش ..

من أبرز الشعراء الفلسطينيين والعرب، عرف كأحد أدباء المقاومة والتحمت قصائده بالقضية الفلسطينية حتى سماه البعض بشاعر الجرح الفلسطيني, له ما يزيد على 30 ديوانا من الشعر والنثر بالإضافة إلى ثمانية كتب، ترجم شعره إلى عدة لغات. توفي بالولايات المتحدة إثر خضوعه لعملية القلب المفتوح ودفن بمدينة رام الله  في  الضفه الغربيه .
المولد والنشأة
ولد محمود درويش 13 مارس/آذار عام 1941 في قرية البروة في الجليل بفلسطين، ونزح مع عائلته إلى لبنان في نكبة 1948، وعاد إلى فلسطين  متخفيا ليجد قريته قد دمرت، فاستقر في قرية الجديدة شمالي غربي قريته البروة.

أتم تعليمه الابتدائي في قرية دير الأسد بالجليل، وتلقى تعليمه الثانوي في قرية كفر ياسيف.
انضم درويش إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي في فلسطين، وعمل محررا ومترجما في صحيفة الاتحاد ومجلة الجديد التابعتين للحزب، وأصبح فيما بعد مشرفا على تحرير المجلة كما اشترك في تحرير جريدة الفجر.
اعتقل أكثر من مرة من قبل السلطات الإسرائيلية منذ عام 1961 بسبب نشاطاته وأقواله السياسية، وفي عام 1972 توجه إلى موسكو ومنها إلى القاهره وانتقل بعدها إلى لبنان حيث ترأس مركز الأبحاث الفلسطينية.
 1981شغل منصب رئيس تحرير مجله شؤون فلسطينيه , كما ترأس رابطه الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وأسس مجله الكرمل الثقافيه في بيروت 
انتخب عضوا في اللجنه التنفيذيه ل منظمه التحرير الفلسطينيه 1988 ثم مستشارا للرئيس ياسر عرفات 
كتب اعلان الاستقلال الفلسطيني الذي اعلن في الجزائر 1988 واستقال من اللجنه التنفيذيه بعد خمس سنوات احتجاحا على اتفاق
اوسلو عاد درويش 1994 الي فلسطين ليقيم في رام الله بعد ان تنقل بين بيروت والقاهره وتونس وباريس 

توفي درويش في 9 أغسطس/آب 2008 بالولايات المتحدة إثر خضوعه لعملية جراحية للقلب بمركز تكساس الطبي في هيوستن, ودفن في 13 أغسطس/آب بمدينة رام الله في قصر رام الله الثقافي.





الاثنين، 9 مارس 2020

قالت مها

قالتْ مها مالهُ ما همَّها مالي
وهمُّها الهمُّ لكنْ دّمعُها غالي
تَرُدُّ عن عينها عيني وتَشغَلُني
عن حالها بسؤالي كَيفَ أحوالي؟
بَنو الحروبِ بنا من حُزننا خجلٌ
إذا حَزِنّا اعتَذَرنا يا ابنةَ الخالِ
ويا مها دَعْكِ مِنَّا إنَّهُ زَمَنٌ
تَداولَ الناسً الموتَ فيهِ كالمالِ
تَدَاولوهُ إلى أنْ أشبَهوهُ فهُمْ
صُمُّ الملامحِ من شيبٍ وأطفالِ
تّكَرّرَ الأمرُ حتى لم يَعُد خَبَراً
يُرى ويُسمعُ لكنْ ليسَ في البالِ
طولُ الحضورِ شبيهٌ بالغيابِ ومّنْ
تَذّكّرَ الموتَ عدّى عنه كالسالي
فهُمْ إذا قابلوهُ صُدفةً صَدَفُوا
عن دَربِهِ بين إجلالٍ وإهمالِ
ما أعرضوا عنهُ إلّا قابلينَ بهِ
لا فَرقَ ما بينَ إعراضٍ وإقبالِ
وَهمُ الدوامِ ضروريُّ يُعاشُ بهِ
ورُبَّما رَوِيَ الظمآنُ بالآلِ
إنّي لَيُتعِبُني يأْسي وأُتعِبُهُ
إذْ أَنَّ ما زادَ يأسي زادَ آمالي
نحنُ الذينَ مشينا للجيوش وقد
مَشَتْ لنا, مَشْيَ أهوالٍ لأهوالِ
بلا سلاحِ سوى حبرٍ على ورقٍ
ولا دُروعِ سوى خَلٍّ على شالِ
يَرمي الفتى نفسهُ فوقَ الجنودِ بما
في الصَدرِ من كَرَمٍ مُحْيٍ وقَتَّالِ
كَمْ أَلفِ دبّابةٍ والجُندُ تَقْدُمُها
صَفّاً من النَملِ يحمي صَفَّ أفيالِ
كَأنّها كلّما صَرَّتْ جَنازِرُها
والغالزً يَحجُبُها أسرابُ أغوالِ
عّرَّفَها الناسُ ما أحجامُ أرجُلِهِمْ
لمّا عَلَوْها جَهاراً في الضُحى العالي
والجُندْ وّلَّوا كنًملٍ جاءَهُ مطرُ
أو نائمينَ عُراةٍ يومَ زِلزالِ
نَضَوا ملابِسهم أنْ يُعرَفوا فَزَعاً
والعُمرُ أثمَنُ مِنْ ثَوبٍ وسِربالِ
حتى رَمَوا رُتَبَ الأكتافِ فَاتَّشَحتْ
بها الشوارعُ فَانظُرْ طيِّبَ الفالِ
والعُزَّلُ انتًصروأ الّلهم صلِّ على
مُحَمدٍ وعلى الأَصحابِ والآلِ
واليومَ نحنُ أُسارىً في منازِلنا
ويَسأَلُ الحُرُّ مِنّا أيُّنا التالي؟
وأدرَكَ الوَغدُ مِنّا ما أرادَ بنا
فكُلّنا ما بينَ مخذولٍ وخَذّالِ
والناسُ إن وَجَدوا الأحرارَ في
كُرَبٍ, تّناذلوا وهُمُ لَيسوا بِأنذالٍ
فالناسُ كالناسِ إلّا أنّهُم يَئِسوا
مِن صَدِّ أرتالِ هَمٍّ بَعدَ أرتالِ
مِنَ المصائبِ لاذوا بالمصائِبِ
كالأسماكِ فَرَّتْ من المِقلاةِ للقالي
والمَرءُ يَيأسُ من إبراءِ عِلَّتِهِ
إنْ عاوَدَتهُ مِراراً بعد إبلالِ
أبشِر إذا ما رَأَيتَ اليأسَ مُكتَمِلاً
ولَم تجِدْ حيلةً فيهِ لِمُحتالِ
فإنَّ في كلِّ يأسٍ كاملٍ أملاً
وكَمْ نبيٍّ خَفِيٍّ تحتَ أسمالِ
سَيُهزِمُ الوَغدُ مُختالاً بِنَصرَتِهِ
فَلَيسَ أسهلُ منْ إهلاكِ مُختالِ
هذي الميادينُ فيما بيننا حَكمُ
وسوفَ يدري الأعادي أيُّنا الجالي
أودَت ذَخائرُهم إلّا فَوارِغُها
فالآن يُوفَونَ مِثقالاً بمِثقالِ
نرى القديمَ جديداً من بَراءتنا
وهوَ المُعادُ لِأجيالٍ وأجيالِ
شَعبُ يسيرُ بِراياتٍ مُلوَّنةٍ
لِدولةٍ وَقَفتْ بِالأكْدَرِ البالي
فإنْ تَجَمَّعَ باتَ المُلْكُ غَلَّتهُ
وإنْ تَفَرَّقَ أمسى رهنَ أغلالِ
وحُلَّةُ الدولةِ الجرباءُ تُحرَقُ
لا تُطلى بقارٍ وإلّا أَعْدَتِ الطالي
أَجدِرْ بما كانَ يَوماً أن يكونَ غداً
فالدَهرُ بعدُ خيوطٌ فوقَ أنوالِ
قد يلحقُ الذُلُّ غَلّاباً بلا شَرَفٍ
والنصرُ يُهدى لمغلوبينَ أبطالِ

Damascus..